تشكل المجتمع الاسلامي في صدر الاسلام من قطبين مهمين :
الاول : المهاجرون الذين تخلوا عن البيت والاهل والوطن وهاجروا الى المدينة المنورة لاجل نصرة المشروع الرباني الكبير الذي حمله رسول الله محمد صلى الله عليه وآله ودعا البشرية الى الايمان به .
الثاني : الانصار ، وهم اهل المدينة المنورة الذين آووا ونصروا رسول الله صلى الله عليه وآله ومن كان معه من المهاجرين .. قال تعالى : {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }الأنفال74).
لقد مدحتهم الاية المباركة وكشفت النقاب عن أن الايمان الحقيقي انما يتمثل في قطبي المجتمع الاسلامي الناهض .
لقد سلك المهاجرون والانصار سبيلين أساسيين شكلا محور وصولهما الى الايمان الحقيقي الذي ذكرته الاية الكريمة. وهذان السبيلان هما :
1ـ الهجرة
2ـ الجهاد
ولكل من الهجرة والجهاد احكاما متحركة في الشرع الاسلامي المقدس تتناسب والظرف الذي تعيشه بلاد المسلمين فقد تطرأ ظروف تصبح معها الهجرة والجهاد تكليفا شرعيا واجب الاداء .
وكما أن للهجرة والجهاد أحكاما في الشرع الاسلامي فكذلك لكل منهما معنيان مهمان واساسيان : فمعنى الهجرة الاول هو ترك الاهل والوطن والمغادرة الى ديار الله الاخرى. ومعناها الثاني هو هجر المعاصي والذنوب والسيئات والمغادرة الى عالم الايمان والسعادة والنقاء الروحي . فكل من تلوثت نفسه بالذنوب والمعاصي ثم تاب وأصلح وأغتسل بماء التوبة المطهر فإنه مهاجر الى الله تعالى لانه هجر الذنوب وابتعد عنها ..كما فعل فضيل بن عياض الذي كان في مطلع حياته لصا وسارقا شريرا وقاطعا لطريق المسلمين لحد ان ضج الناس منه ومن شره .. في يوم من الأيام همّ فضيل كعادتة في ان يتسلق جدار بيت وينزل الى داخله ليسرقه وفي أثناء صعوده الجدار اطرق هنيئة ليسترق السمع من داخل البيت فإذا به يسمع صوت جميل يخترق صمت الليل بلحن عذب شجي .. اصغى له فإذا هو صوت شاب يرتل آيات القرآن الكريم بخشوع وخضوع فقرع سمع فضيل قوله تعالى : {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ } الحديد16، سمع فضيل هذه الاية المباركة وهو لازال فوق الجدار لم ينزل بعد فأحس وكأن الآية أوحيت إليه وتخاطبه هو بالذات ، فهزته من داخله بعنف ، واقشعر مع صوت ذلك الشاب كل بدن فضيل وارتعدت اوصاله .. فكر لحظات قليلة ثم تراجع وهو يردد : اللهم بلى لقد آن الاوان لفضيل ان يهجر المعاصي والسيئات وأن يتوجه اليك وحدك بقلبه وروحه .. لبيك ياربي لبيك ياربي .. ونزل من الجدار وهجر من ذلك الحين كل الذنوب فلا سرقة ولا خمر ولا ميسر ولا غيرها ثم رجع الى مجتمعه وأهله وأبناء وطنه وأعاد لهم كل ما اغتصبه منهم وأدى كل ما عليه من حقوق ودخل في فوج المهاجرين الى الله بهجره السيئات والذنوب واصبح من العرفاء الكبار واصحاب السمعة الحسنة وهذا وعد الله تعالى اذ وعد كل الذين يهجرون السئيات ويتوبون الى الله، ان يبدل لهم سيئاتهم حسنات . {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الفرقان70
ومثال آخر هو بشر ذلك الرجل البغدادي التاجر المعروف الذي كان ممن يشار اليهم بالبنان بأنحرافه ومعاقرته مجالس اللهو والخمر وفي يوم من الايام مر الامام الكاظم عليه السلام من أمام قصر بشر فسمع منه اصوات الطرب واللهو والمجون تملأ الافاق ، وخرجت أمرأة خادمة من القصر وهي تحمل نفايات الخمر لترميها على قارعة الطريق فاعترضها الامام عليه السلام قائلا : يا جارية هل صاحب هذه الدار حر أم عبد ؟؟ أجابت الجارية باستغراب .. نعم ياسيد إنه بشر رجل معروف بين الناس .. إنه حر . فقال الامام عليه السلام: صدقتي لو كان عبدا لخاف من مولاه . قال الامام عليه السلام كلمته وانصرف ، وعادت المرأة الى داخل القصر وكانت قد تأخرت قليلا فاستدعاها بشر وهو جالس الى مائدة خمره وسألها مالذي ابطأك ؟؟ قالت له مادار بينها وبين الامام عليه السلام .. ولما سمع منها قول الامام (صدقتي لو كان عبدا لخاف من مولاه)، هزه هذا الكلام هزا عنيفا وايقظه من غفلته وسباته العميق فنهض نهضة شجاع وقلب موائد الخمر وكسر زجاجه وتمرد على تلك الاجواء المجونه السافلة الساقطة وخرج حافيا يعدو خلف الامام حتى إذا وصل اليه سقط على قدميه وهو يقول يا سيدي أريد من هذه الساعة أن اكون عبدا ولكن لله وحده لا شريك له ، لا أريد هذه الحرية المذلة .. اريد ان انطلق بانسانيتي نحو الحرية الحقيقية وافك اسري وقيدي من عنان الشهوات والملذات الحيوانية .. اريد الخلاص من مستنقع الذنوب والمعاصي .. فمن هذه اللحظة أنا عبد لله متعاليا على كل ما سواه .. ثم تاب وهجر الذنوب وأقبل على طاعة الله تعالى واصبح من الناس المعروفين بإيمانهم وتقواهم والبسه الله تعالى ثوب الكرامة عند الناس وجعل له السمعة الحسنة .
كما ان للجهاد في سبيل الله معنيان هما :
الاول : هوجهاد اعداء الله في ميادين القتال .
والثاني وهو الاهم : جهاد النفس ، ولهذا جاء في الحديث : (المجاهد من جاهد نفسه) أي من جاهد اهوايه المضلة ونفسه الامارة بالسوء فالصراع في النفس قائم وباستمرار بين النفس واهوائها من جهة وبين العقل من جهة اخرى.
قال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام أن اشجع الناس من غلب هواه ، فالشجاع الحقيقي ليس فقط ذلك المنتصر في ميادين قتال العدو بل كذلك من ينتصر على نفسه الامارة بالسوء ويحكم عقله في جميع شؤون حياته.
يقال أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان مارا في أحدى طرقات المدينة فرأى عددا من الشباب يتسابقون في رفع الصخور (ايهم يرفع صخرة أكبر ) ، اقترب منهم الرسول صلى الله عليه وآله وقال لهم : (ألا تريدون أن اكون حكما بينكم أقضي بينكم ايكم الاقوى ؟) ، فقال الشباب : بلى يارسول الله وأيٌّ خيرٌ منك حكما ، فقال صلى الله عليه وآله (إذن فإسمعوا لحكمي : لا حاجة بكم الى رفع الصخرة لأحكم في أيكم الاقوى ، أقواكم من منع نفسه عن الحرام ، وحجزها عن ارتكاب المعاصي وقد مالت اليها ، اقواكم من لم تغلبه نفسه وأهواؤها فتوقعه في المعصية ).
أرجو ان تكونوا قد استمتعم بهذا الموضوع واسأل الله تعالى لي ولكم التوفيق لنكون من المهاجرين الذين هجروا كل ما لايرضي الله ومن المجاهدين الذين جاهدوا النفس الامارة بالسوء وكفروا بطاغوتها .[b]
الاول : المهاجرون الذين تخلوا عن البيت والاهل والوطن وهاجروا الى المدينة المنورة لاجل نصرة المشروع الرباني الكبير الذي حمله رسول الله محمد صلى الله عليه وآله ودعا البشرية الى الايمان به .
الثاني : الانصار ، وهم اهل المدينة المنورة الذين آووا ونصروا رسول الله صلى الله عليه وآله ومن كان معه من المهاجرين .. قال تعالى : {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }الأنفال74).
لقد مدحتهم الاية المباركة وكشفت النقاب عن أن الايمان الحقيقي انما يتمثل في قطبي المجتمع الاسلامي الناهض .
لقد سلك المهاجرون والانصار سبيلين أساسيين شكلا محور وصولهما الى الايمان الحقيقي الذي ذكرته الاية الكريمة. وهذان السبيلان هما :
1ـ الهجرة
2ـ الجهاد
ولكل من الهجرة والجهاد احكاما متحركة في الشرع الاسلامي المقدس تتناسب والظرف الذي تعيشه بلاد المسلمين فقد تطرأ ظروف تصبح معها الهجرة والجهاد تكليفا شرعيا واجب الاداء .
وكما أن للهجرة والجهاد أحكاما في الشرع الاسلامي فكذلك لكل منهما معنيان مهمان واساسيان : فمعنى الهجرة الاول هو ترك الاهل والوطن والمغادرة الى ديار الله الاخرى. ومعناها الثاني هو هجر المعاصي والذنوب والسيئات والمغادرة الى عالم الايمان والسعادة والنقاء الروحي . فكل من تلوثت نفسه بالذنوب والمعاصي ثم تاب وأصلح وأغتسل بماء التوبة المطهر فإنه مهاجر الى الله تعالى لانه هجر الذنوب وابتعد عنها ..كما فعل فضيل بن عياض الذي كان في مطلع حياته لصا وسارقا شريرا وقاطعا لطريق المسلمين لحد ان ضج الناس منه ومن شره .. في يوم من الأيام همّ فضيل كعادتة في ان يتسلق جدار بيت وينزل الى داخله ليسرقه وفي أثناء صعوده الجدار اطرق هنيئة ليسترق السمع من داخل البيت فإذا به يسمع صوت جميل يخترق صمت الليل بلحن عذب شجي .. اصغى له فإذا هو صوت شاب يرتل آيات القرآن الكريم بخشوع وخضوع فقرع سمع فضيل قوله تعالى : {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ } الحديد16، سمع فضيل هذه الاية المباركة وهو لازال فوق الجدار لم ينزل بعد فأحس وكأن الآية أوحيت إليه وتخاطبه هو بالذات ، فهزته من داخله بعنف ، واقشعر مع صوت ذلك الشاب كل بدن فضيل وارتعدت اوصاله .. فكر لحظات قليلة ثم تراجع وهو يردد : اللهم بلى لقد آن الاوان لفضيل ان يهجر المعاصي والسيئات وأن يتوجه اليك وحدك بقلبه وروحه .. لبيك ياربي لبيك ياربي .. ونزل من الجدار وهجر من ذلك الحين كل الذنوب فلا سرقة ولا خمر ولا ميسر ولا غيرها ثم رجع الى مجتمعه وأهله وأبناء وطنه وأعاد لهم كل ما اغتصبه منهم وأدى كل ما عليه من حقوق ودخل في فوج المهاجرين الى الله بهجره السيئات والذنوب واصبح من العرفاء الكبار واصحاب السمعة الحسنة وهذا وعد الله تعالى اذ وعد كل الذين يهجرون السئيات ويتوبون الى الله، ان يبدل لهم سيئاتهم حسنات . {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الفرقان70
ومثال آخر هو بشر ذلك الرجل البغدادي التاجر المعروف الذي كان ممن يشار اليهم بالبنان بأنحرافه ومعاقرته مجالس اللهو والخمر وفي يوم من الايام مر الامام الكاظم عليه السلام من أمام قصر بشر فسمع منه اصوات الطرب واللهو والمجون تملأ الافاق ، وخرجت أمرأة خادمة من القصر وهي تحمل نفايات الخمر لترميها على قارعة الطريق فاعترضها الامام عليه السلام قائلا : يا جارية هل صاحب هذه الدار حر أم عبد ؟؟ أجابت الجارية باستغراب .. نعم ياسيد إنه بشر رجل معروف بين الناس .. إنه حر . فقال الامام عليه السلام: صدقتي لو كان عبدا لخاف من مولاه . قال الامام عليه السلام كلمته وانصرف ، وعادت المرأة الى داخل القصر وكانت قد تأخرت قليلا فاستدعاها بشر وهو جالس الى مائدة خمره وسألها مالذي ابطأك ؟؟ قالت له مادار بينها وبين الامام عليه السلام .. ولما سمع منها قول الامام (صدقتي لو كان عبدا لخاف من مولاه)، هزه هذا الكلام هزا عنيفا وايقظه من غفلته وسباته العميق فنهض نهضة شجاع وقلب موائد الخمر وكسر زجاجه وتمرد على تلك الاجواء المجونه السافلة الساقطة وخرج حافيا يعدو خلف الامام حتى إذا وصل اليه سقط على قدميه وهو يقول يا سيدي أريد من هذه الساعة أن اكون عبدا ولكن لله وحده لا شريك له ، لا أريد هذه الحرية المذلة .. اريد ان انطلق بانسانيتي نحو الحرية الحقيقية وافك اسري وقيدي من عنان الشهوات والملذات الحيوانية .. اريد الخلاص من مستنقع الذنوب والمعاصي .. فمن هذه اللحظة أنا عبد لله متعاليا على كل ما سواه .. ثم تاب وهجر الذنوب وأقبل على طاعة الله تعالى واصبح من الناس المعروفين بإيمانهم وتقواهم والبسه الله تعالى ثوب الكرامة عند الناس وجعل له السمعة الحسنة .
كما ان للجهاد في سبيل الله معنيان هما :
الاول : هوجهاد اعداء الله في ميادين القتال .
والثاني وهو الاهم : جهاد النفس ، ولهذا جاء في الحديث : (المجاهد من جاهد نفسه) أي من جاهد اهوايه المضلة ونفسه الامارة بالسوء فالصراع في النفس قائم وباستمرار بين النفس واهوائها من جهة وبين العقل من جهة اخرى.
قال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام أن اشجع الناس من غلب هواه ، فالشجاع الحقيقي ليس فقط ذلك المنتصر في ميادين قتال العدو بل كذلك من ينتصر على نفسه الامارة بالسوء ويحكم عقله في جميع شؤون حياته.
يقال أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان مارا في أحدى طرقات المدينة فرأى عددا من الشباب يتسابقون في رفع الصخور (ايهم يرفع صخرة أكبر ) ، اقترب منهم الرسول صلى الله عليه وآله وقال لهم : (ألا تريدون أن اكون حكما بينكم أقضي بينكم ايكم الاقوى ؟) ، فقال الشباب : بلى يارسول الله وأيٌّ خيرٌ منك حكما ، فقال صلى الله عليه وآله (إذن فإسمعوا لحكمي : لا حاجة بكم الى رفع الصخرة لأحكم في أيكم الاقوى ، أقواكم من منع نفسه عن الحرام ، وحجزها عن ارتكاب المعاصي وقد مالت اليها ، اقواكم من لم تغلبه نفسه وأهواؤها فتوقعه في المعصية ).
أرجو ان تكونوا قد استمتعم بهذا الموضوع واسأل الله تعالى لي ولكم التوفيق لنكون من المهاجرين الذين هجروا كل ما لايرضي الله ومن المجاهدين الذين جاهدوا النفس الامارة بالسوء وكفروا بطاغوتها .[b]
الخميس مايو 26, 2011 3:30 pm من طرف mohsan
» أهمية البابونج
الأربعاء مايو 18, 2011 2:46 am من طرف الشروق
» فوائد الزنجبيل
الثلاثاء مايو 17, 2011 1:59 am من طرف الشروق
» تعريف المرض على لسان الدكتور محمد الهاشمي
الإثنين مايو 16, 2011 12:53 pm من طرف همس الحنين \ صحبة المنتدى
» سجل دخولك بصورة أنمي!!!
الأحد مايو 15, 2011 3:23 pm من طرف همس الحنين \ صحبة المنتدى
» حالة شفاء
الأحد مايو 15, 2011 3:15 pm من طرف همس الحنين \ صحبة المنتدى
» خالة شفاء
الجمعة مايو 13, 2011 9:12 am من طرف الشروق
» حب الرشاد
الخميس مايو 12, 2011 9:09 am من طرف الشروق
» حالة شفاء لمركز الهاشمى من فيرس سى
الأربعاء مايو 11, 2011 9:39 am من طرف الشروق