الكلم الطيب
قال تعالى {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ }فاطر10
تشير الآية المباركة أن الصاعد إلى الله تعالى هو الاعتقاد حيث أكد ذلك قوله تعالى :{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} وأما العمل فدوره يقتصر على رفع ذلك الاعتقاد إلى الله تعالى والذي هو الكلم الطيب ، أما ما هو الكلم الطيب؟
تجيب على هذا السؤال الآية الشريفة التالية : {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء }إبراهيم24
لقد أشارة الآية المباركة إلى أن المراد بالكلم الطيب هو التوحيد ، وبهذا يتضح أن الكلم الطيب هو الاعتقاد المفسر بالتوحيد وهو الصاعد إلى الله تعالى وأما دور العمل فيقتصر على رفع ذلك الاعتقاد أو الكلم الطيب.
وهناك تساؤل يقول : لعل الصاعد إلى الله تعالى هو العمل وليس الاعتقاد ومن هنا يكون تفسير الكلم الطيب هو العمل وليس الاعتقاد ؟
والجواب : إننا لو افترضنا أن الصاعد إلى الله تعالى هو العمل ، لحصل التنافي في نفس مفاد الآية ؛ وذلك لأن الآية قالت : { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ} ، فإذا فسرنا الكلم الطيب بالعمل الصالح يكون معنى الآية : إليه يصعد العمل الصالح والعمل الصالح يرفعه ، وهذا بالحقيقة واضح البطلان بالضرورة ، لأن كون المرفوع هو العمل الصالح والرافع هو العمل الصالح يلزم منه أن يكون الرافع والمرفوع شيئا واحدا ، والحال أنه بقرينة المقابلة يقتضي أن يكون المرفوع شيئا والرافع شيئا آخرا .
وعلى هذا يكون المراد من الكلم الطيب هو الاعتقاد الصحيح وهو الذي يصعد إلى الله تعالى ، أما دور العمل الصالح فينحصر في رفع ذلك الاعتقاد الصحيح .
إن المراد من الاعتقاد هو الإذعان والتصديق ، وليس الألفاظ المجردة ويشهد على ذلك الآية الشريفة القائلة : {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء }إبراهيم24 حيث أضاءت الآية معنى الكلم الطيب وأنه كلمة التوحيد : لا إله إلا الله ، ومن الواضح أن المراد من التوحيد هو الإذعان القلبي والإقرار الوجداني ، والنية الصادقة التي هي مصدر العمل وشاكلته لا مجرد التلفظ بالقول .
وعلى هذا الأساس يكون الاعتقاد هو الأصل ، أما العمل فهو متفرع عليه ، ومن هنا نجد أن الرؤية الإسلامية ترى أن حسن الفعل لا يكفي في القيمة الواقعية لذلك الفعل ، وإنما يلزم أن يكون مشفوعا بالحسن الفاعلي ، وكون الدافع إلى الفعل هو القرب الإلهي .
وفي هذا الضوء دلت جملة وافرة من الآيات القرآنية وبعبارات مختلفة على أن العقيدة السيئة أو النية السيئة والدوافع المنقطعة عن الله تعالى تجر الإنسان إلى الحضيض ، كما في قوله تعالى : {لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة284 ، وقوله تعالى : {لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ }البقرة225.
وبالرغم من نزول الآية في مورد خاص ، إلا أن مقطعها الأخير يدل على أن الله تعالى يؤاخذ الإنسان على النية السيئة بشكل مطلق .
وهناك موارد أخرى خاصة ركز فيها القرآن الكريم على موضوع النية ، لأن عوامل الانحراف والمزالق تحيط بالإنسان لدى قيامه بتلك الموارد ، كمسألة الإنفاق الذي جاء في قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }البقرة264، فالآية الكريمة تعطي درسا مهما في رفض اقتران الصدقة بالمن والأذى ؛ لأن ذلك يسلب أثرها المعنوي ويسبب الابتعاد عن الله ، وفي قبال هذا النموذج يضرب الله مثلا آخر للمؤمنين كما في قوله تعالى : {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }البقرة265، إذن النية والاعتقاد لهما أثر تكويني في الفعل الصادر عنهما ، فالنية الصادقة والاعتقاد السليم يكونان سببا في سعادة الإنسان وكماله والقرب من الله تعالى ، أما الفعل الفاقد للنية الصادقة فلا يوصل صاحبه إلى القرب الإلهي ؛ لذا ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله : (نية المؤمن خير من عمله ونية الكافر شر من عمله وكل عامل يعمل على نيته )[b]
[b]
قال تعالى {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ }فاطر10
تشير الآية المباركة أن الصاعد إلى الله تعالى هو الاعتقاد حيث أكد ذلك قوله تعالى :{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} وأما العمل فدوره يقتصر على رفع ذلك الاعتقاد إلى الله تعالى والذي هو الكلم الطيب ، أما ما هو الكلم الطيب؟
تجيب على هذا السؤال الآية الشريفة التالية : {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء }إبراهيم24
لقد أشارة الآية المباركة إلى أن المراد بالكلم الطيب هو التوحيد ، وبهذا يتضح أن الكلم الطيب هو الاعتقاد المفسر بالتوحيد وهو الصاعد إلى الله تعالى وأما دور العمل فيقتصر على رفع ذلك الاعتقاد أو الكلم الطيب.
وهناك تساؤل يقول : لعل الصاعد إلى الله تعالى هو العمل وليس الاعتقاد ومن هنا يكون تفسير الكلم الطيب هو العمل وليس الاعتقاد ؟
والجواب : إننا لو افترضنا أن الصاعد إلى الله تعالى هو العمل ، لحصل التنافي في نفس مفاد الآية ؛ وذلك لأن الآية قالت : { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ} ، فإذا فسرنا الكلم الطيب بالعمل الصالح يكون معنى الآية : إليه يصعد العمل الصالح والعمل الصالح يرفعه ، وهذا بالحقيقة واضح البطلان بالضرورة ، لأن كون المرفوع هو العمل الصالح والرافع هو العمل الصالح يلزم منه أن يكون الرافع والمرفوع شيئا واحدا ، والحال أنه بقرينة المقابلة يقتضي أن يكون المرفوع شيئا والرافع شيئا آخرا .
وعلى هذا يكون المراد من الكلم الطيب هو الاعتقاد الصحيح وهو الذي يصعد إلى الله تعالى ، أما دور العمل الصالح فينحصر في رفع ذلك الاعتقاد الصحيح .
إن المراد من الاعتقاد هو الإذعان والتصديق ، وليس الألفاظ المجردة ويشهد على ذلك الآية الشريفة القائلة : {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء }إبراهيم24 حيث أضاءت الآية معنى الكلم الطيب وأنه كلمة التوحيد : لا إله إلا الله ، ومن الواضح أن المراد من التوحيد هو الإذعان القلبي والإقرار الوجداني ، والنية الصادقة التي هي مصدر العمل وشاكلته لا مجرد التلفظ بالقول .
وعلى هذا الأساس يكون الاعتقاد هو الأصل ، أما العمل فهو متفرع عليه ، ومن هنا نجد أن الرؤية الإسلامية ترى أن حسن الفعل لا يكفي في القيمة الواقعية لذلك الفعل ، وإنما يلزم أن يكون مشفوعا بالحسن الفاعلي ، وكون الدافع إلى الفعل هو القرب الإلهي .
وفي هذا الضوء دلت جملة وافرة من الآيات القرآنية وبعبارات مختلفة على أن العقيدة السيئة أو النية السيئة والدوافع المنقطعة عن الله تعالى تجر الإنسان إلى الحضيض ، كما في قوله تعالى : {لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة284 ، وقوله تعالى : {لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ }البقرة225.
وبالرغم من نزول الآية في مورد خاص ، إلا أن مقطعها الأخير يدل على أن الله تعالى يؤاخذ الإنسان على النية السيئة بشكل مطلق .
وهناك موارد أخرى خاصة ركز فيها القرآن الكريم على موضوع النية ، لأن عوامل الانحراف والمزالق تحيط بالإنسان لدى قيامه بتلك الموارد ، كمسألة الإنفاق الذي جاء في قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }البقرة264، فالآية الكريمة تعطي درسا مهما في رفض اقتران الصدقة بالمن والأذى ؛ لأن ذلك يسلب أثرها المعنوي ويسبب الابتعاد عن الله ، وفي قبال هذا النموذج يضرب الله مثلا آخر للمؤمنين كما في قوله تعالى : {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }البقرة265، إذن النية والاعتقاد لهما أثر تكويني في الفعل الصادر عنهما ، فالنية الصادقة والاعتقاد السليم يكونان سببا في سعادة الإنسان وكماله والقرب من الله تعالى ، أما الفعل الفاقد للنية الصادقة فلا يوصل صاحبه إلى القرب الإلهي ؛ لذا ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله : (نية المؤمن خير من عمله ونية الكافر شر من عمله وكل عامل يعمل على نيته )[b]
[b]
الخميس مايو 26, 2011 3:30 pm من طرف mohsan
» أهمية البابونج
الأربعاء مايو 18, 2011 2:46 am من طرف الشروق
» فوائد الزنجبيل
الثلاثاء مايو 17, 2011 1:59 am من طرف الشروق
» تعريف المرض على لسان الدكتور محمد الهاشمي
الإثنين مايو 16, 2011 12:53 pm من طرف همس الحنين \ صحبة المنتدى
» سجل دخولك بصورة أنمي!!!
الأحد مايو 15, 2011 3:23 pm من طرف همس الحنين \ صحبة المنتدى
» حالة شفاء
الأحد مايو 15, 2011 3:15 pm من طرف همس الحنين \ صحبة المنتدى
» خالة شفاء
الجمعة مايو 13, 2011 9:12 am من طرف الشروق
» حب الرشاد
الخميس مايو 12, 2011 9:09 am من طرف الشروق
» حالة شفاء لمركز الهاشمى من فيرس سى
الأربعاء مايو 11, 2011 9:39 am من طرف الشروق