التخريب الحضاري
لماذا يعمل الاستكبار بالاتجاه التخريبي في حضارتنا؟
إن مخططي أجهزة الغزو الاستكباري لم يكن يهمهم من أمر حضارتنا شي ولم يكن يهمهم أن يطرحوا بديلا لهذه الحضارة . ولم يكونوا رسل حضارة إلينا ليفكروا في تخريب حضارة وإقامة آخرى مكانها ، وإنما كانوا طلاب نفوذ وجباة الذهب الاصفر والاسود . وكل من يعرف الغرب الرأسمالي يعرف هذه الحقيقة بلا مناقشة ونتجاوز الآن أولئك السذج الذين تصوروا أن للغرب الراسمالي دورا إنسانيا في حياتنا ورؤية صادقة في تطويرنا وتحضرنا.
فما هي مصلحة الغرب إذن في التخريب الحضاري في حياتنا وفي هدم الجسور واستئصالها بيننا وبينها؟
إن القضية لها علاقة بجباية الذهب الاصفر والاسود فالجذور الحضارية تمنح الامة مناعة ضد الغزو أي غزو كان سواء أكان غزوا عسكريا أم فكريا أم سياسيا أم غزوا للابتزاز المالي أو للاستئصال الحضاري وهذه خاصية العمق الحضاري في الامة ، فمادامت الامة مرتبطة بماضيها وحضارتها ومستشعرة بشخصيتها التاريخية والحضارية فهي تقاوم الغزو والاحتلال والاستغلال ، وتقاوم النفوذ السياسي والفكري الاجنبي مهما كان .
ولقد جاء الغرب الى العالم الاسلامي لفرض سلطانه ونفوذه على المسلمين وليقوم بغارة واسعة على العالم الاسلامي وهو يعلم أن في هذه الامة مناعة قوية ضد كل أجنبي دخيل على الامة ، وضد كل نفوذ وسلطان دخيل عليها ، ويعلم أن مصدر هذه المناعة هو دين هذه الامة وحضارتها ، ولا يمكن أن يضعوا أيديهم على عقول أبنائها ،ولا يمكن أن يفتحوا الطريق الى ثروات المسلمين قبل أن يقطعو علينا الطريق الى حضارتنا ورسالتنا وتراثنا .
لقد عرف المخططون للاستكبار هذه الحقائق جميعا ،حقيقة بعد أخرى ، وتوجهوا بكل جد وأهتمام لعلاج هذه المشكلة ومصادرة هذه المناعة والمقاومة. فعمدوا الى ممارسات خبيثة ومنافقة ظاهرها جميل ومقبول ولكن باطنها سم قاتل وهي بالحقيقة عبارة عن شراك نصبوها لشبابنا ليسهل إصطيادهم فيها من قبيل العولمة والحداثة
والتطور ، وتزريق السوق الاسلامية بالوسائل المخربة والمجهضة للفكر والمميتة للقيم .
ظاهرة التعويم الحضاري
إذا حدث هذا التعويم الحضاري وتحولت الامة من حالة الانتماء الحضاري الى حالة اللاإنتماء ، فلا تبقى في الامة مناعة ولا مقاومة ، ولا يخشى بعد على مصالح الاستكبار ومراكز نفوذه في العالم الاسلامي على أمد طويل من الزمان ، من ثم يسهل النفوذ في هذه الامة ، وفرض كل ألوان السيطرة والسيادة عليها ، ووضع اليد على ثرواتها وأراضيها وبرها وبحرها .
ولكي يتم تفريغ هذه الامة من كل محتواها الحضاري والرسالي ، ويبترها عن ماضيها وتراثها وحضارتها ، بترا كاملا . فالمستكبرون يرون أنه لا بد من قطع هذه الجسور التي تربط الحاضر بالماضي والامة بتراثها وحضارتها .
وإنطلاقا من هذا التصور توجه الاستكبار العالمي بإتجاه قطع هذه الجسور ونسفها وقطع الحاضر عن الماضي ، وهكذا كانت فصول المأساة في حياتنا السياسية والحضارية المعاصرة . ايها الشباب المسلم الواعي لنعي خطورة الظرف الراهن الذي نعيشة ولندرك عمق المخطط الاجرامي الذي أعد ضدنا في غرف عمليات مظلمة
أيها الشباب إذا كنا نجلس لساعات طويلة نلهو خلف أجهزة التلفاز والكمبيوتر والنت والمبايل ، ففي كل هذه الساعات التي نهدرها كان عدونا ولا يزال يقضيها في التخطيط ضدنا .. لنجعل من كل تلك الوسائل التي ذكرتها سهام نزرعها في صدور أعدائنا من خلال أسلمتها وشطب كل مظاهر الفساد من على صفحاتها وتنقيتها ثقافة التخريب الغربي ومن ثم ندون عليها تراثنا وثقافتنا ونجعلها وسائل لتوجيه نداء الاسلام العزيز من عليها والى جميع أنحاء العالم ..
لنعي المرحلة التي نعيشها ولننظر بعين المسؤولية الكاملة لما يجري اليوم في عالمنا الاسلامي والعربي ولنكن نحن أبناء المرحلة وأداة التصرف فيها بالشكل الذي يرضاه ربنا ويتفق مع مباديء ديننا الحنيف ولنوحد جهودنا ونرص صفوفنا ولنلجم دعاة الفرقة والتشرذم وذيول الكفر العالمي حجرا ومن ثم نخطوا متوحدين واثقين باتجاه حفظ أصالتنا وحضارتنا وتراثنا الاسلامي الكبير . وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
» أهمية البابونج
» فوائد الزنجبيل
» تعريف المرض على لسان الدكتور محمد الهاشمي
» سجل دخولك بصورة أنمي!!!
» حالة شفاء
» خالة شفاء
» حب الرشاد
» حالة شفاء لمركز الهاشمى من فيرس سى